مع انتشار أخبار فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد-19) في كل مكان، من الطبيعي أن يشعر الجميع بالخوف والقلق مع استمرار تفشي هذه الجائحة حول العالم. ويمكن لهذه الأنباء المتواصلة أن تسبّب الخوف لدى الصغار كما الكبار بالضبط، لكن هناك خطوات بسيطة من شأنها تمكين الأهالي ومقدمي الرعاية من مساعدة الأطفال للتعامل مع التوتر أثناء هذه الأزمة.
علامات التوتر لدى الأطفال
يمكن أن تظهر إشارات التوتر لدى الأطفال بطرق مختلفة،[1] وقد لا يدركون أنهم يشعرون بالقلق.[2] لكن يمكن أن تلاحظوا تغيرات في سلوكهم، مثل تقلبات المزاج أو الرغبة بالبقاء بقربكم على الدوام، أو ظهور مخاوف جديدة أو متكررة كالخوف من الظلام أو البقاء بمفردهم، أو تغيير أنماط النوم أو الكوابيس أو التبول اللاإرادي.[3]كما تشتمل الأعراض الأخرى على انخفاض الشهية والصداع واضطراب المعدة أو الشعور بألم في المعدة.
وإذا لاحظتم هناك ما يشير إلى شعور طفلكم بالقلق، فإنه الوقت المناسب للحديث معه، ويفضل أن تخبروهم أنه لا بأس من مشاركة مشاعرهم وطرح الأسئلة.[4]
نصائح تساعدكم في الحديث إلى الأطفال حول مرض كوفيد-19
في حال كان لديكم أطفال، قد تتساءلون عن أفضل طريقة للحديث إليهم حول مرض كوفيد-19، وعن آلية مساعدتهم في التعامل مع التوتر والقلق خلال هذه الفترة العصيبة. إليكم بعض النصائح المفيدة:
- التشجيع على مشاركة مشاعرهم. يمتلك كل طفل طريقة خاصة في التعبير عن مشاعره، وفي بعض الأحيان، تساعد مشاركتهم في نشاط إبداعي كاللعب أو الرسم بذلك.[5]
- التحلّي بالصراحة. عليكم أن تصارحوا أطفالكم بالقدر الذي يسمح بذلك، بدون المبالغة أو تقديم توقعات حول ما قد يحدث أو لا في المستقبل. ولا ينبغي اطلاع الأطفال على الكثير من التفاصيل التي لا يهتم الطفل بسماعها؛ فعلى سبيل المثال يمكن شرح سبب إغلاق المدارس في حال وجه أطفالكم هذا السؤال لكم، لكن لا حاجة للتطرّق إلى هذا الموضوع في حال لم يطرحه الطفل.[6]
- المحافظة على الهدوء يتفاعل الأطفال مع ما تقولونه وكيف تقولونه، ومن المحتمل أن يلاحظوا قلقكم أو خوفكم، لذا حاولوا الحفاظ على هدوئكم وطمأنتهم عند الحديث إليكم.
- تقديم معلومات صحيحة. ربما يكون الأطفال سمعوا مسبقاً بالفيروس عبر الأخبار أو وسائل التواصل الاجتماعي، لذا من المهم أن يعرفوا بأنّ بعض القصص المتداولة حول مرض كوفيد-19 عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي قد تستند إلى شائعات ومعلومات غير دقيقة. ومن المهم أن تستخدموا مصادر موثوقة للمعلومات، مثل منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض المعدية للحصول على معلومات علمية وحديثة حول المرض. ولا تنسوا تزويدهم بالمعلومات المناسبة لسنهم ومستوى إدراكهم.[7]
- توضيح دورهم في الحد من انتشار المرض. يمكن للأهالي مساعدة أطفالهم على إدراك دورهم في الحدّ من تفشّي الوباء من خلال غسل اليدين بشكل متكرر وتعقيم المنزل والحفاظ على مسافة آمنة عن الآخرين. فشعورهم بالإنجاز قد يمنحهم القوة خلال هذه الأوقات العصيبة.[8]
- الالتزام بروتين محدد من المهم الحفاظ على الروتين المعتاد أو البرامج المحددة مسبقاً قدر الإمكان، أو وضع برامج جديدة تشتمل على أنشطة تعلم أو وقت للعب أو غيرها من الأنشطة المناسبة لعمر الطفل، وخاصةً للأطفال الذين اعتادوا الذهاب إلى المدرسة أو دار حضانة قبل إغلاقها.[9]
- تحديد وقت محدد لمتابعة وسائل الإعلام. من الضروري الابتعاد قليلاً عن مشاهدة أو قراءة أو الاستماع إلى الأخبار، بما فيها وسائل التواصل الاجتماعي. فالتعرض إلى قدر كبير من المعلومات قد يسبب الإزعاج.
- الترحيب بأسئلة الأطفال. ينبغي تخصيص وقتٍ كافٍ للأطفال، ليدركوا أن بإمكانهم اللجوء إليكم مع أسئلتهم الفضولية.
- تقدير الوضع. لا تتساوى قدرات الأطفال العاطفية في التعامل مع هذا النوع المزعج من الأخبار، والأهالي هم أفضل من يستطيعون تقدير ذلك وتوقع كيفية تجاوبهم، وما هي الطريقة الأفضل لتزويدهم بالمعلومات اللازمة.
- إذا لاحظتم معاناة أطفالكم من أية أعراض، يمكنكم طلب استشارة من موقعنا Get Healthy Stay Healthy، لمساعدتكم في فهم مدى تأثير القلق على أطفالكم.
- المراجع:
- [1] منظمة الصحة العالمية. مساعدة الأطفال على التعامل مع التوتر أثناء تفشي مرض كوفيد-19 https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/helping-children-cope-with-stress-print.pdf?sfvrsn=f3a063ff_2. 17 مارس 2020.
- [2] المعهد الوطني للصحة. التوتر لدى الأطفال. https://medlineplus.gov/ency/article/002059.htm17 مارس 2020.
- [3] صحة الأطفال. التوتر خلال الطفولة https://kidshealth.org/en/parents/stress.html 17 مارس 2020.
- [4] الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين. الحديث إلى الأطفال عند حاجتهم للمساعدة. https://www.apa.org/helpcenter/help-kids 17 مارس 2020.
- [5] منظمة الصحة العالمية. الحفاظ على الصحة النفسية خلال تفشي مرض كوفيد- 19. https://www.who.int/docs/default-source/coronaviruse/mental-health-considerations.pdf?sfvrsn=6d3578af_2 17 مارس 2020.
- [6] صحة الأطفال. فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19): كيف يمكنكم الحديث إلى أطفالكم. https://kidshealth.org/en/parents/coronavirus-how-talk-child.html 17 مارس 2020.
- [7] مركز مكافحة الأمراض المعدية. فيروس كورونا المستجد (مرض كوفيد- 19). https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/community/schools-childcare/talking-with-children.html 17 مارس 2020.
- [8] الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال - فيروس كورونا المستجد (مرض كوفيد- 19). https://www.healthychildren.org/English/health-issues/conditions/chest-lungs/Pages/2019-Novel-Coronavirus.aspx
- [9] معهد تشايلد مايند. الحديث إلى الأطفال حول فيروس كورونا المستجدّ. https://childmind.org/article/talking-to-kids-about-the-coronavirus/ 17 مارس 2020.