أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراً فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) جائحة عالمية على خلفية تفشيه في أنحاء العالم.1 وبينما سيتعافى القسم الأكبر من المصابين بهذا المرض بدون أي آثار جانبية طويلة الأمد، فهناك قسم لا يستهان به من المصابين الآخرين سيعانون من آثار جانبية قصيرة وطويلة الأمد، والتي يتمثل معظمها بالتوتر والقلق ومضاعفات أخرى على صعيد الصحة النفسية.2
فجميع الأشخاص لديهم ردة فعل مختلفة على صعيد التوتر والقلق. وغالباً ما تستند استجابتنا لمثل هذه الحالات إلى تربيتنا المنزلية وخلفيتنا الثقافية والظروف المعيشية الراهنة. ووفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها،3فإن الأشخاص الذين قد يكون مستوىالتوتر لديهم أعلى في مثل هذه الأزمات هم:
· كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، بما فيها أمراض المناعة الذاتية (رابط إلى مقال GHSH)، والذين هم أكثر عرضة للإصابة بكوفيد-19
· الأطفال واليافعين
· الأشخاص الذين يساعدون في مكافحة كوفيد-19، مثل الأطباء أو العاملين في مجال الرعاية الصحية، أو الذين على تماس مباشر مع المصابين
· الأشخاص الذين يعانون مسبقاً من اضطرابات نفسية، بما فيها حالات تعاطي المخدرات.
وقد يعاني العديد من الأشخاص غير المتأثرين بشكل مباشر بالمرض من آثار جانبية غير مباشرة بسبب الحجر المنزلي، مثل الاكتئاب وما يُعرف باضطراب ما بعد الصدمة، على خلفية قوانين الحجر الصحي الصادرة عن الحكومة والتعليمات بخصوص التباعد الاجتماعي. فإذا كنتم تشعرون بأنكم تنتمون لإحدى هذه المجموعات، و/أو تشعرون بالتوتر حيال إمكانية إصابتكم بكوفيد-19، فأنتم لستم الوحيدين. لذا من الضروري ملاحظة وتقبل ما تشعرون به، مع تخصيص بعض الوقت للاهتمام بأنفسكم وأحبائكم. لكن أولاً، تعرفوا على هذه المؤشرات الشائعة للقلق والتوتر:4
· الشعور بالخدر أو الوهن أو القلق أو الخوف.
· تغيرات في مستوى الطاقة والنشاط والشهية على الطعام.
· صعوبة في التركيز.
· اضطرابات في النوم أو الكوابيس والتفكير بشكل سلبي.
· صداع والشعور بالتعب أو آلام في الجسم واضطرابات معوية وظهور طفح جلدي.
· الخوف والقلق حيال صحتك وصحة أحبائك.
· تفاقم المشكلات الصحية المزمنة.
· الغضب أو تغير المزاج.
· إقبال كبير على المشروبات الكحولية أو التدخين.
إذا كان لديكم أي أو بعض من هذه الأعراض، يمكنكم السيطرة على صحتكم النفسية والعاطفية بشكل أفضل باتباع الخطوات التالية:5
العناية بالصحة البدنية. بجب عدم إهمال الصحة البدنية، ولا سيما في هذه الفترة، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، حيث يمكن الذهاب مشياً بنزهة قصيرة أو الهرولة أو ممارسة اليوجا أو فقط التحرك قليلاً في المنزل. وليس من الضروري ممارسة الرياضة حصراً في الصالات الرياضية المخصصة لذلك، فهناك العديد من التمارين التي يمكن ممارستها في المنزل. والحرص على تناول الوجبات الصحية خلال اليوم، والإكثار من الفواكه والخضروات الطازجة، ونيل قسط كاف من النوم ليلاً.
الحد من استهلاك بعض الأطعمة والمشروبات. يجب الانتباه إلى نوعية الأطعمة والمشروبات التي نتناولها، والتقليل من الوجبات السريعة والمشروبات الكحولية وتجنب المواد الضارة بالصحة مثل التبغ والمخدرات. ولعل الآن هو الوقت الأنسب للتقليل من المشروبات التي تحوي على الكافيين، مثل القهوة والشاي، حيث يزيد الكافيين من حالة القلق ويؤثر على جودة النوم.6
أخذ إجازة من العمل. حتى لو كنتم تعملون من المنزل، من المهم جداً أخذ فترات استراحة من العمل والابتعاد عن الكمبيوتر أو الشبكات التي تعمل عليها في المساء قدر المستطاع. وتذكروا على مدار اليوم أن تأخذوا نفساً عميقاً بين الحين والآخر وتخصيص بعض الوقت للاسترخاء وتصفية الذهن.
الابتعاد قليلاً عن الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي. نظراً لوجود أخبار على مدار الساعة حول الفيروس، فإن مشاهدة الأخبار، سواء عبر التلفاز أو منصات التواصل الاجتماعي، قد تزيد من حدة التوتر والخوف. لذا يفضل الابتعاد عن مشاهدة الأخبار والتقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتسنح لكم فرصة التحكم أكثر بمشاعركم وعواطفكم.
البقاء على تواصل مع أحبائكم. في حال كنتم تعيشون لوحدكم وتشعرون بالعزلة، يمكنكم التواصل مع أحبائكم وأصدقائكم عبر مكالمات الفيديو ومناقشة ما تشعرون به، أو اللعب سوية عبر الإنترنت، أو حتى مشاهدة التلفاز معاً.
التواصل مع الأخصائيين لطلب المساعدة. في حال تعانون من هذه المشاعر بشكل مستمر خلال الأسابيع الماضية، تواصلوا مع الأخصائيين، مثل معالجين نفسيين أو مجموعات الدعم طلباً للمساعدة. وفي حال كنتم تعانون مسبقاً من حالة صحية نفسية، عليكم بمواصلة علاجكم وأن تكونوا على دراية تامة حيال ظهور أي أعراض جديدة أو تفاقم الأعراض السابقة.
كما يمكنكم الاتصال بإدارة خدمات الصحة النفسية وتعاطي المخدرات طلباً للمساعدة عبر الرقم 1-800-985-5990 أو زيارة الموقع الإلكترونيsamhsa.gov.
1. تمت زيارة المحتوى بتاريخ 16 مارس 2020: https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/prepare/managing-stress-anxiety.html?CDC_AA_refVal=https%3A%2F%2Fwww.cdc.gov%2Fcoronavirus%2F2019-ncov%2Fabout%2Fcoping.html
2. تمت زيارة المحتوى بتاريخ 16 مارس 2020: https://www.psychologytoday.com/us/blog/talking-about-health/202003/mental-health-in-time-pandemic
3. تمت زيارة المحتوى بتاريخ 16 مارس 2020: https://www.cdc.gov/coronavirus/2019-ncov/prepare/managing-stress-anxiety.html
4. تمت زيارة المحتوى بتاريخ 16 مارس 2020: https://emergency.cdc.gov/coping/selfcare.asp
5. تمت زيارة المحتوى بتاريخ 16 مارس 2020: https://emergency.cdc.gov/coping/selfcare.asp
6. تمت زيارة المحتوى بتاريخ 16 مارس 2020: https://www.gethealthystayhealthy.com/articles/anxiety-disorder